منتديات ابو مدحت تهنئكم بالشهر الكريم |
اهلا ومرحبا بكم في قسم رمضانيات شهر الخيرات |
إِنَّ القـرآن حياة القلوب والأَرواح، القرآن حياة النفوس والصدور، القرآن حياة الأَبدان، القرآن شراب النفس وطعامها، فهل يستغني مؤمن عن روحه؟ هل يستغني مؤمن عن أَصل حياته، إِنَّ القرآن يهدي للتي هي أَقوم فلا تضيعوا هذا الطريق ولا تنصرفوا عنها.
إِنَّ طرف القـرآن بيد الله، وإِنَّ طرفه أَيديكم فإِذا تمسكتم بهذا الحبل المتين لن تضلوا، ولن تهلكوا أَبداً، وهـل يستغني أَحدٌ عن أَن يكلمه الله في اليوم مرات، فمن أَراد أَن يُكلم الله فليدخل في الصلاة ومن أَرادَ أَن يُكلمَه الله فليقرأَ القرآن، وهل تستغن عن ربك أَيها الموحد؟، لا تضيع القرآن بعد رمضان، واعلم أَنَّ الله قد مَنَّ عليك بالقرآن في رمضان فجعلت لنفسك ورداً يومياً، فلماذا بعد رمضان تركت هـذا الورد ووضعت المصحف في علبته كأَنك لن تحتاج إِليه إِلا في رمضان المقبل؟!
فيا أَيها الحبيب الكريم:
اقرأَ القرآن واعمل بما فيه، فإِنهُ يأَتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه، ففي صحيح مسلم عن أَبي أَمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يقول: "اقرؤوا القرآن، فإِنهُ يأَتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه" "اقرؤوا الزهراوين: البقرة، وآل عمران، فإِنهما تأتيان يوم القيامة كأَنهما غمامتان أَو غيايتان أَو كأَنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما" "اقرؤوا سورة البقرة، فإِن أَخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة".
ويقول صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "لا حسد إِلا في اثنتين رجل آتاه القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل أَعطاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار".
"رجل أتاه القرآن فهو يقرأه آناء الليل وآناء النهار" أَي في سائر العام فلا تهجروا القرآن يا أُمة القرآن بعد رمضان، ومن الثوابت التي لا غنى عنها للمؤمن بعد رمضان: ذكر الرحيم الرحمن.
أَخي الكريم:
إِذا كنت تحافظ على الأَذكار والاستغفار في رمضان، فهل تستغني عن هذا الزاد بقية العام، إِنَّ الذكر شفاءٌ من الأَسـقام ومرضاة للرحمن ومطردة للشيطان، فرطِّب لسانك دوماً بذكـر الرحيم الرحمـن جل وعلا، واسمع لحبيبك المصطفى صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم كما في الحديث الذي رواه أَحمد والترمـذي وصححه الأَلبانـي من حديث معاذ بن جبل يقول: "أَلا أُخبركم بخير أَعمالكم وأَزكاها عند مليككم وأَرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إِعطاء الذهب والفضة، وخير لكم من أَن تلقوا عدوكم فتضربوا أَعناقهم ويضربوا أَعناقكم" قالوا: بلى يا رسول الله قال: " ذكر الله عز وجل".
انظر إِلى فضل الذكر، فالذاكر في معية الله، كما في الصحيحين أَنه قال: "قال الله جل وعلا: أَنا عند ظن عبدي بي، وأَنا معه حين يذكرني فإِذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإِن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه، وإِن تقرب إِلي شبراً تقربت إِليه ذراعاً، وإِن تقرب إِليَّ ذراعاً تقربت إِليه باعاً، وإِذا أَتاني يمشي، أَتيته هرولةً".
فَاذكُر الله جلا وعـلا لتكون دوماً في معيتـه سبحانه وتعالى، والمعية نوعان: معية عامة، ومعية خاصة، أَما المعية العامة فهي معية العلم والمراقبة والإِحاطة والمعية الخاصة فهي معية الحفظ والنصر والعـون والمدد والتأَييد، فهل تستغني أَيها المؤمن عن معية الله جل وعلا؟!
فإِذا أَردت ذلك فداوم على الذكر ولا تضع هذا النور أَبداً، ويكفي أَن تعلم أَنَّ النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال في الحديث الصحيح الذي رواه أَحمد والترمـذي من حديث الحارث الأَشعري الطويل "… وآمركم أَن تذكروا الله فإِنَّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أَثره سراعاً حتى إِذا أَتى على حصن حصين أَحرز نفسه منهم، وكذلك العبد لا يُحرز نفسه من الشيطان إِلا بذكر الله".
إِذاً لابد لك من هذا الزاد لأَنَّ فيه الخير العظيم، فالذكر من الثوابت التي لا غنى عنها بحال لا في رمضان ولا في غير رمضان.
ومن الثوابت الإِيمانية أَيضاً: الإِحسان إِلى الناس.
إِننا نرى كثيراً من الناس لا تظهر عليهم علامات الجـود والكرم إِلا في رمضان فقط، فإِذا ما انتهى رمضان لا تجد إِلا العبوس في وجه الفقراء ولا نجد إِلا البخل والشح ولا حول ولا قوة إِلا بالله.