_ أول من علمنا صناعة الرجال هو النبي صلى الله عليه و سلم فانه لما دخل المدينة بنى المسجد ثم آخى بين المهاجرين و الأنصار
و لا تكون صناعة الرجال إلا هكذا , فأول خطوة تقوية الصلة و الرابط بين العبد و ربه , ثم يأتي بعد ذلك أن يكون المرءحميد السيرة مع الناس
لهذا بدا النبي صلى الله عليه و سلم بالمسجد ليكون العبد موصول بربه عز و جل , ثم ثنى عليه الصلاة و السلام بالمؤاخاة و سهل عليه التقريب بينهم , و وجدنا في قصص المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار قصص عجيبة في البذل والعطاء
_ كان المسجد يشكل حياة المسلمين جميعا , يدخل العبد المسجد محملا بالخطايا و يخرج منه متطهرا , حيث كان المسجد يؤدى دوره كاملا و رسالته بوضوح , لكن نحن من قصرنا في فهم دور المسجد و جعلناه قاصرا على الصلاةفقط و بالتالي أهملنا في صناعة الرجال
هذه الصناعة محتكرة لنا عندنا أصولها و لكن ينقصنا الصانعين المهرة
أفضل دعوة في تامين المجتمع و تامين صناعة الرجال هي الدعوة العلنية
_ أبى حمزة السكري ( محمد بن ميمون ) رجل مغمور بالنسبة لنا لكنه عملاق وسط رجال الحديث , أراد جاره أن يبيع داره بأربعة آلاف درهم , فجاءه مشترى و استكثر هذا الثمن على هذه الدار , فوضح له الجار أن ثمن الدار ألفى درهم والألفين الأخرى ثمن جيرة أبى حمزة , لما علم أبى حمزة بالموقف أعطى الجار الأربعة آلاف درهم و قال له لا تبع الدار حيث كان معروفا عنه البذل و الكرم
يقول : ما مرض جار لي حتى قومت مصاريف مرضه و تصدقت بها شكرا لله أن عافاني مما ابتلاه به
_ العالم قيمه كبيرة , فبجانب العلم يمتاز بالحكمة , فإذا مات العالم احتاجت الأمة زمنا طويلا لوجود عالما أخر مثله
_ فطرة الناس التفافهم حول رأس , إذا كان التفافهم حول عالم ربانى كان في ذلك الفلاح , لكن لو فقدوا العالم التفواحول أي رأس تجذبهم , و قد يكون التفافهم حول جاهل فيفسد فيهم كثيرا
يقول الأوزاعي : حيثما كنت فكن بقرب فقيه