أنا
إيليا أبو ماضي
حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المعتصب
أني لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحبّ كلّ مهذب ولو أنّه
خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حبّ الأذية من طباع العقرب
لي أن أردّ مساءة بمساءة
لو انني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله
في سرّه : يا ليتني لم أذنب
أنا لا تغشّني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك من أثوابه في جنّة
ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا بصرت به بصرت بأشمط
وإذا تحدثه تكشّف عن صبي
إني إذا نزل البلاء بصاحبي
دافعت عنه بناجذي وبمخلي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي
وسترت منكبه العريّ بمنكي
ورأى مساوئه كأني لا أرى
وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم نفسي قبله إن أخطأت
وإذا أساء إلّي لم أتعتّب
مقترب من صاحبي فإذا مشت
في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا من ضميري ساكن في معقل
أنا من خلالي سائر موكب
فإذا رآني ذو الغباوة دونه
فكما ترى في الماء ظلّ الكوكب