يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة) [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) [صححه الألباني]، أتدري لماذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الصالحة وحض على الزواج من الرجل الصالح؟
لأن هذه الزوجة الصالحة تقدم لك ما تبتغيه من حاجة عاطفية وحاجة غريزية فبها يكون المتاع الدنيوي، وهي مع ذلك تحسن معاملتك ومعاملة أهلك وأقاربك، تقرب من تقربه، وتبعد من تكرهه وهذا هو متاع النفس، فجمعت لك هذه الزوجة نعيم البدن ونعيم الروح، وهذه اللؤلؤة المصونة التي تخاف الله تحفظ عرضك إن غبت عنها، ولا تذكرك أمام أحد إلا بما يسرك.
ومن كانت هذه صفاتها فإن زوجها ولا شك سيكون في قمة السعادة (وسيرى زوجته منة الله الرائعة التي وهبها الله له لتؤنس حياته بالحب حتى وإن رأى بعض عيوبها فإنه لا يراها ذات أهمية تذكر، بل يرى أن من واجبه أن يغفرها في مقابل الكثير من الخصال الحسنة فيها)
كذلك الزوج الصالح؛ فإن الزواج كالسفينة والزوج قائدها، فلك أن تتخيلى أيتها المراءة أنك سلمت زمام سفينتك لقائد لا يعرف إلا المهالك والأخطار، فأين تذهبين؟!
والكثير من الزوجات قد اغتررن ببعض الرجال، وتزوجوهم على وهن دينهم أملًا منهم في استقامتهم، فإذ بهذا الزوج يصر على ترك الصلاة والتقصير في حق الله تعالى؛ فتتحول حياتها إلى كآبة وحزن، فهي بين نار حزنها وألمها لما يفعله الزوج ونار تعلقها وحبها له،