نحبك..لأنك أعظم العبــاد
نعم..نحب النبى صلى الله عليه وسلم لأنه أعظم العباد
فرسول الله لم يُقَدَّم شيىء أبداً على طاعة الله..فكانت حياته كلها لله.
اذا نظرنا اليوم لبعض الشباب...نجدهم أقل الناس عبادة لله..بل وكثير منهم ينظرون الى الذين يعبدون الله أنهم متشددين ومتذمتين.
دعونا نقف وقفات..ونتأمل كيف كانت عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم لربه عزوجل..ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى فى أكثر من أية على رسوله وبيّن أنه كان عبداً لله.
فقال تعالى))سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى))
وقال أيضاً((لما قام عبدالله يدعوه))
فتأمل معى ..ماذا سمى الله تعالى رسوله..قال عبدالله.. فما أجمل هذا اللقب..وماأجمل هذه الصفة..أن تستشعر العبودية لله جل وعلا ..فهذه العبودية عبودية تشريف.
ولقد سماه الله عبداً لكثرة عبادته..وانه جعل حياته كلها عبودية لله تعالى .
وهذا الذى ينبغى أن نعيش عليه, ونكون عليه.
فاليوم.. اذا نظرنا لعبادة كثير من الشباب,نجدهم يقدموا أشياء كثيرة على عبادة الله جل وعلا.
فمثلاً.. لو سألنا بعض الناس شباب ورجال ونساء لوكان هناك ماتش .كورة هام..أو دورى ..أو كاس, هل عندك استعداد اذا أُذَّن للصلاة تترك المبارة وتذهب للصلاة.
نجد البعض يقول:نعم أذهب للصلاة.. ويقول البعض الاخر:لاليس عندى استعداد لترك الماتش,وحاصلى بعد ماتنتهى الكورة.
لمــاذا؟؟..لأننا لانعرف عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم....
فوالله لو عرفنا عبادة النبى صلى الله عليه وسلم, ماكان هذا حال كثير من المسلمين فنحن نعلم ان كثيراً من الناس يحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ولكن المطلوب ان نعرف كيف كان رسول الله يعبد الله سبحانه وتعالى ,لنعبده بمثل عبادته له.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبَيّن المحبة الحقيقية لطاعة الله فيقول)) جعلت قرة عينِ فى الصلاة)) و.. هل تعرف مامعنى قرة العين؟!..أى أن تقر عينك الى ماتُحب .. فأين تقر عيناك؟احدكم تقر عينه الى زوجته الجميلة .. وآخر الى ابنه أو ابنته..وآخر الى صديقه المحبب اليه...
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقر عينه فى عبادة الله سبحانه وتعالى,وفى ذكر الله, وفى الصلاة والقيام, وفى الخلوة والدعاء لله جل وعلا.
بينما اذا نظرنا الى معظم الشباب.. نجد عيونهم تقر على المسلسلات والأفلام والألبومات الغنائية والفيديو كليب ..الخ... هذه هى الأشياء التى تقر عيونهم عليها .. وكل هذه الأشياء معاصى تُغصب الله تعالى.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( وجعلت قرة عينِ فى الصلاة))
فاسمعوا:ماذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم لبلال؟؟
يقول : يابلال ..قم فأرحنا بالصلاة .
بينما الناس اليوم يقولون للامام :قم فأرحنا من الصلاة!!!!
فكان رسول صلى الله عليه وسلم..اذا كانت لديه هموم أو مشاكل أو آلام فيجد الراحة والسعادة فى الصلاة..حيث يخلوا برَبِه مولاه يُناجيه ويدعوه...فما أجمل من هذه المشاعر .
تدخُل عليه السيدة عائشة رضى الله عنها ,وهو يُصلى بالليل حتى تتفطِّر قدميهِ..
(وبعض أبناءنا تسهر وتقضى حياتها أمام التليفزيون والدش والبلاى ستيشن وما فكر احدهم أبداً أن يقف لله عزوجل يُصلى ركعتين فى جوف الليل)...فتدخل عليه وتقول له :يارسول الله رفقاً بنفسك.. فقد غفر الله لك ماتقدِّم من ذنبك وماتأخر .
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم(( ياعائشة.. أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا,فاذا قد غفر لى الذنوب , ومُحيت عنى الأوزار, فلما لاأكون عبداً شكورا,أشكر الله على هذه النعم , وعلى هذه الفضائل والخيرات .
ألا يجب كل منكم أن يكون عبداً شكورا .. وهو الذى أعطاك السمـع والبصـر وأعطاك الأسرة والزوجة والأبناء ..وأعطاك الوظيفة والرزق والصحة ....
أفلا يستحق بعد كل هذه النعم أن تكون عبداً شكـورا...
أفلا يستحق بعد كل هذه النعم أن تُقيم الليل ولو بركعات قليلة فى ظُلمة الليل...
أفلا يستحق بعد كل هذه النعم أن تفتح المصحف وتقرأ بعض آيات القرآن الكريم...
انظروا ياأخوانى الى عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم..فكان يُطيل القيام فى الليل من أجل الله سبحانه وتعالى .
** يقول حذيفة بن اليمامة... بِتَ عند النبى صلى الله عليه وسلم.. فقام يصلى حتى أطال القيام ..وركع حتى أطال الركوع..وسجد حتى أطال السجود.. ثم قام فى الركعة الثانية وأطال مثل الركعة الأولى ..حتى كاد أن يطلع الفجر..
قال حذيفة: وقد استغرقت صلاته 7ساعات تقريباً.. والنبى صلى الله عليه وسلم لايفتر من القيام..ولايمل من الوقوف بين يدى الله سبحانه وتعالى .
فماأعظمك يارسـول الله ..وماأجرك يارسـول الله..وماأجمل عبادتك يارسول الله.
فنحن نحبك يارسول الله..لأنك أعظم العباد لله جل وعلا.
نحبك ..لأنك تُقيم الليل.. وتظمأ النهار..رغم أنه قد غُفِر لك ماتقدِّم من ذنبك وماتأخر.
كم عندنا من الذنوب والأوزار ..كم عندنا من المعاصى والأثام ..كم نحتاج الى الليالى الطويلة لنقيمها كلها لله تعالى ..نخضع لله, ونبكى لله, ونتذلل لله..نقول:يـــارب,ارحمنا واعتق رقابنا من النار .
كان النبى صلى الله عليه وسلم يأمر بالمداومة على العمل الصالح ويقول((ان احب العمل الى الله أدومه)) أى أحب العمل الى الله ماكان مداوماً عليه.
فلننظر..كم عدد الركعات التى تداوم عليها فى جوف الليل؟؟..هل تداوم على صيام كل اثنين وخميس؟؟.. هل تداوم على صيام ثلاث أيام من كل شهر؟؟.. هل تداوم على قراءة جزء من القرآان كل يوم؟؟.
وكان صلى الله عليه وسلم يُوصِى أمتهُ بعدم التشدد فى الدين..
قال صلى الله عليه وسلم((ليقم أحدكم فى صلاته فاذا فترَ فليقعد))
وقال أيضاً(( ماشاد الدين احد الا غلبُه))
فيجب أن يكون لديك ميزان وموازنة بين المداومة على العمل وبين عدم الغلو وبين الوسطية فى الاسلام كما علمنا رسول الله.
قد يقول بعض الناس:ان النبى صلى الله عليه وسلم وقف من الليل 7ساعات أليس هذا غلواً؟؟!..
نقول له :لا.. لان هذه طاقة النبى صلى الله عليه وسلم .. فخُذ وأدِّى من الطاعات ما تطيق.
قال تعالى(( لا يكلف الله نفساً الا وسعها))
تأمل معى هــذه القصـــة:
يقول أحد الصحابة:دخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وصدره صدر له آزيز –يعنى ينتفض –وصوت أنين كأزيز المرجل من شدة البكاء لله جل وعلا.. فهل بكيت مرة خشيةً من الله؟؟..هل سالت دموعك من أجل الله تعالى ..
بينما..كم بكيت من أجل الدنيا؟؟..من أجل وظيفة أوترقية؟..كم بكيت من أجل الامتحانات والنتائج؟.. كم بكيت وأنت تُشاهد فيلم أو مسلسل رومانسى أو تراجيدى؟..لكن مابكت عيناك من أجل الله فتحميها وتحرم عليها النار..
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم(( عينان لاتمسهُما النار,عينٌ بكت من خشيةِ الله , وعينٌ باتت تحرص فى سبيل الله)
يقول عبدالله بن مسعود:قال لى يوماً رسول صلى الله عليه وسلم: اقرأ علىّ يابن مسعود .. قلت:يارسول الله آأقرأ عليك وعليك أُنزل القرآن ومنك تعلمتُه..قال:نعم يابن مسعود.. انى أحب أن أسمعه من غيرى..قال بن مسعود :فقرأت أول سورة النساء..حتى وصلت لقول الله تعالى:
((فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض))
فقال النبى صلى الله عليه وسلم:حسبـــك
قال بن مسعود :فنظرت الى عينى رسول الله فاذا عيناه تذرِفان الدموع رحمة بأمته.
وكان صلى الله عليه وسلم أعبد الناس حتى فى ساحة المعركة..لأنه يعلم أن بدون الدعاء والتضرع الى الله ومناجاتُه,لن ينزل النصـر أبداً.
يقول علىّ بن أبى طالب:وقفت فى ليلة بدر والناس نيام..مافيهم أحد مستيقظ الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يُصلى ويبكى ويدعوا الله..الجيش كله نائم ,والنبى وحده قائم فى الليل يُصلى ويدعوا الله جل وعلا..لأنه يعلم كما قال تعالى:
((وما النصر الا من عند الله))
يامن تريدوا النجاح والتوفيق.. يامن تريدوا الشفاء من الأمراض..
يامن تريدوا الزوجة والأولاد .. يامن تريدوا رحمة ربنا وعفوه عن ذنوبكم..
الجئوا الى الله .. تضرعوا الى الله.. تذللوا الى الله وادعوه وقولــوا:
يـارب ليـس لـى سـواك.. يـارب ليـس لـى مُعينـاً سـواك.. يـارب ليـس لـى ناصـراً سـواك.
فوالله ...لو صدقت هذه اللحظات مع الله, فسوف يحقق وينجز وعده ,حيث يقول تعالى:
(( فإنى قريب أُجيب دعوةَ الداع اذا دعانِ))
مثل ما أنجز الله لنبيه صلى الله عليه وسلم النصر فى غزوة بدر ..والنصر فى حنين ..والنصر فى أُحد..
والنصر فى كل المعارك على الأعداء بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم.
فى احدى المستشفيات ..كانت هناك سيدة مشلولة شلل رباعى .. وقدأسلم على يديها بفضل الله أكثر من مائتين من المرضى والممرضات.
فكانت تُلزم كل من يزورها أن يحضرلها كتاب أو شريط عن الأسلام ..وكانت توزعهُم على من فى المستشفى.. فهى تحمل رسالة.. تحمل هم نشر الأسلام.. تحمل هم الدعوة الى الله..
**كان بن الباز رحمه الله فى لحظات الاحتضار ..كان يذكر الله,ويسبحهُ,ويُثنى عليه.
**وكان الشيخ العلامة بن عثيمين رحمه الله لحظات احتضاره.:يكثِر من قراءة القرآن .
كانوا يعبدون الله لأنهم أحبوا رسول الله ووضعوه فى قلوبُهِم.
دعونا نتعاهد ونتعاون هذه الليلة أن نكون من العُبِّاد لله.. وأن تكون عبادتنا كعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
اللهم ..ياحى ياقيوم.. ياذا الجلال والاكرام ..ياواسع الفضل..ياعظيم العطاء ..
اجعلنا يارب من عبادك المخلصين.. اجعلنا يارب من عبادك الصالحين..
يــارب.. أعنِّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم.. سامحنا بتقصيرنا فى طاعتك ..ولاتؤاخذنا بتقصيرنا فى الصلاة وفى الصيام وفى القيام وفى قراءة القرآان .
يــارب.. حبب الينا طاعتك ,كما أحبها رسولك الكريم.
يــارباجعل خلوتنا بك,أحبّ الطاعات اليناوأدومها.
اللهـم..اعتق رقابنا من الــنار
اللهـم..اعتق رقابنا من الــنار
اللهـم..اعتق رقابنا من الــنار
اللهـم.. اجعلنا من عبادك الصالحين.. وأعنِّا على اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
انك على كل شىء قدير.. اللهم هذا الدعاء وعليك الأجابة ولاحول ولا قوة الا بالله العلىّ العظيم.تمــت بحمــد اللــــه