[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(( سوار الذهب لاينسى )) رحل المشير سوار الذهب ودفن كما أوصى فى المدينة المنورة، اختار المكان الذى أحب فى رحاب سيد الخلق عليه الصلاة والسلام
هذا النموذج الرفيع الذى لم تجذبه أضواء السلطة وبريق المناصب وكانت لديه الشجاعة أن يسلم السلطة للحكومة المنتخبة بعد عام واحد من البقاء فى منصبه رئيسا للسودان
كانت المظاهرات قد أطاحت بالرئيس نميرى فى ابريل ١٩٨٥ وتولى سوار الذهب السلطة بوصفه قائدا للجيش وكان من الممكن أن يبقى رئيسا لكنه أنسحب من الساحة واعتزل العمل السياسى وكان أول رئيس عربى يترك السلطة مختارا
كان موقف سوار الذهب من المواقف التى احتلت مكانة خاصة ليس فى السودان وحده أو العالم العربى بل امتدت آثار هذا الموقف إلى العالم كله وغاب سوار الذهب عن دنيا السياسة وتولى أمانة منظمة الدعوة الإسلامية وبقى فيها حتى لقى ربه
غاب سوار الذهب عن الأضواء والإعلام وعاش بين أهله وشعبه يحظى بكل التقدير فقد ترك للشعب السودانى حريته فى أن يختار رئيسه بإرادة شعبية خاصة أن السودان كان على أبواب فتنة وحرب أهلية بعد أن أطاح بالرئيس نميرى ولم يكن أمام السودانيين غير أن يعتمدوا على جيشهم فتولى سوار الذهب السلطة لفترة قصيرة مهدت لانتخابات رئاسية ليترك السلطة راضيا مترفعا
وقد ظن الكثيرون يومها أنه لن يترك السلطة ولكنه ضرب المثل فى الزهد واختار أن يكون نموذجا أمام شعبه
أحب السودانيون سوار الذهب وقدروا دوره يوم أن وقف بجوار انتفاضة الشعب ضد الرئيس نميرى وقدروه يوم أن تولى الرئاسة وهو زاهد فيها وقدروه أكثر حين عاد إلى صفوف الشعب إنسانا عاديا بلا منصب أو سلطان
ولكنه كتب صفحة جديدة فى تاريخ العرب انه أول حاكم ترك منصبه راضيا
واخيرا رحل سوار الذهب وكانت وصيته أن يدفن فى أطهر مكان وهو المدينة المنورة مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن يدفن سوار الذهب فى المكان الذى أحب
الشىء المؤكد أن الشعب السودانى لن ينسى هذا الرجل الذى كتب لنفسه صفحة لا تُنسى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]