(( عصــــــــــــــــــــــــتابة الغشاشين ))سقطت أسطورة الغشاش شاومينج» مع تطبيق نظام البوكليت تحت إشراف إحدى الجهات السيادية وانتهت الظاهرة التى أساءت لنظام امتحانات الثانوية العامة خلال السنوات الماضية والتى كانت تعتمد على تسريب الأسئلة قبل وصولها إلى لجان الامتحانات والتى وجهت ضربة قوية لمنظومة العدالة والهدف من الامتحانات وتسببت فى تشتيت الطلاب الذين أصبح قطاع منهم ينتظر التسريب ويعتمد عليه.
وكانت هذه الطريقة تعتمد على اختراق نظام السرية الذى كانت تضمنه الوزارة ومحاولة الوصول إلى أوراق الأسئلة عن طريق واضعيها أو فى أثناء نقلها، لكن هذه الطريقة فقدت كل مقومات نجاحها مع نظام البوكليت الجديد الذى يصعب اختراقه ولكن فريق الغشاشين حاول أن يحافظ على المكانة والشهرة التى تحققت له خلال السنوات الماضية لذلك لجأ إلى عدة خدع أبرزها نشر امتحانات قديمة للأسئلة مع وضع غلاف البوكليت عليها وخاتم الوزارة للإيهام بأنها ورقة أسئلة حقيقية وأن عصابة الغشاشين قادرة على التكيف مع النظم الجديدة.
إن عصابة الغشاشين ليس هدفها مجرد خدمة شريحة من الطلاب الفاشلين بل إن الهدف الأخطر هو إسقاط قيمة الاجتهاد فى العلم ونشر مقولة أن الاجتهاد ليس له قيمة ما دام الغش يحقق فى دقائق للطالب أكثر ما تحققه شهور طويلة من الاجتهاد فى مذاكرة الدروس، وهو ما يعنى ضربا للقيم الإيجابية لدى أجيال من الطلاب منوط بهم بناء الوطن وترسيخا للقيم السلبية فى الخداع والكذب وسرقة جهد الآخرين. وهكذا تكون عصابة الغشاشين قد ضربت المجتمع فى مقتل وهذه خسارة فادحة لا تدانيها أى خسارة أخرى لأن العلم والاجتهاد هما أساس التقدم.
إن ما حدث فى نشر نماذج امتحانات قديمة أو تجريبية لامتحان اللغة العربية ليس إلا محاولة لتداول فشل عصابة الغشاشين ولا يمكن تسميته تسريبا للامتحانات وقد حاولت عصابة الغشاشين إضفاء بعض المصداقية على تحايلها بأن نشرت صورة من الامتحان الحقيقى على المواقع الإلكترونية وهذه طريقة ليس من الصعب حدوثها بسبب التطور السريع فى تقنيات التصوير عبر الهاتف أو كاميرات دقيقة للغاية ويمكن ألا يلتفت أحد المراقبين لهذه التقنية وربما يتراخى واحد من عشرات الآلاف لكن هذه الوسيلة قليلة القيمة
بل أنها غير مؤثرة على الإطلاق، لأن الطلاب يكونون داخل لجان الامتحانات وجميعهم لديهم الأسئلة أمامهم وفرصة حصولهم على إجابات شبه معدومة. إذن لماذا إصرار عصابة الغشاشين على ترويج صور أوراق الأسئلة التى لا يمكن الاستفادة منها؟ إن الهدف هو إثارة قلق الطلاب وجذب انتباههم بعيدا عن دورهم الطبيعى فى المراجعة والتركيز فى الامتحانات.
لا أريد أن استدعى فكرة المؤامرة وأن أقول إن الترويج لقيم الغش ابعد من الثانوية العامة وأسئلتها وأن المقصود بها تدمير القيم الايجابية لشبابنا بوصفهم القوة الحقيقية للنهوض بالدولة، لكن علينا أن نتكاتف لمواجهة هذه الأزمة ويجب ألا تقتصر على وزارة التربية والتعليم التى بذلت جهدا كبيرا فى مكافحة الغش والإيقاع بمن يتعاونون معهم واختفت بدرجة كبيرة ظاهرة الغش الجماعى ولم نعد نسمع عن مكبرات الصوت التى تذيع الإجابات بالقرب من لجان الامتحانات لكن يبقى أن إمكانات التصوير والنشر الالكترونى من داخل لجان الامتحانات ممكنة وهو ما علينا مواجهته رغم ضعف تأثيره وعدم جدواه ومحدودية القادرين على استخدامه لأن هدفنا القضاء على تلك الرذيلة وأن نحض أبناءنا على القيم الإيجابية التى تقدس العلم وتحترمه وترفض السرقة والغش حتى نبنى وطننا على أساس من القيم النبيلة لتحقيق إنجازات حقيقية