[postbg=https://i.imgur.com/57F0z86.jpg]ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم تدبر هذه القاعدة , فالزم " اياك نعبد واياك نستعين " .. وهاك بيانها :
ما لايكون بالله لا يكون :
العبد ضعيف .. خلق فى الاصل محتاجا فقيرا , قال الله : " يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد " ( فاطر : 15 ) , وقال - تعالى - : " وخلق الانسان ضعيفا " ( النساء : 28 ) بأصل خلقتك ضعف , انظر قول الله عز وجل " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا " ( النساء : 83 ) , وقال - تعالى - : " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء " ( النور : 21 ) .
وقال – سبحانه – " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " ( الاسراء : 18 – 21 ) .
" كلا نمد " .. من الممد ؟ الله , ومن المستعان ؟ الله .. الله هو الممد المعطى المستعان ..
الله هو الموفق المسدد .. الله هو الذى يصطفى ويختار .. فالسير فى الطريق الى الله مبنى على الاصطفاء والاختيار , فاذا اختارك واصطفاك هيأك .
قال الله – تعالى – فى حق يونس عليه السلام " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين " ( القلم : 50 )
اجتباه فجعله .. فأنت ضعيف لا طاقة لك .. أنت ضعيف لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكون بالله , فما لا يكون بالله لن يكون , فالذى أتى بك الى المسجد , الله , والذى أنطق فأسمع , الله .. الله هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين .
أخى فى الله , حبيبى فى الله على طريق الحق للوصول الى الله , الزم : اياك نعبد واياك نستعين "
تبرأ من حولك وقوتك والجأ الى حوله وقوته واستعن به , استعن به وتوجه اليه واطلب منه ..
استعن به وحده يكن لك .. كما قال العلماء : كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , اذا سألت فاسأل الله , واذا استعنت فاستعن بالله , واعلم ان الامة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك الا بشىء قد كتبه الله لك , وان اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك الا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف " . [صححه الألبانى]
" احفظ الله يحفظك " والاعجب منها : " احفظ الله تجده تجاهك " احفظ الله تجده معك , فى اتجاهك فى الاتجاه الذى تريده تجده – سبحانه – تجاهك .
ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع , يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله , فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له : افعل كذا , يقول : فعلت ولم أجد فائدة , افعل كذا .. فعلت ولا فائدة .. افعل , فعلت وفعلت .. وفعلت .. نعم : فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة , ولا يوجد ولن توجد الا بالله .
وتأمل معى هذا الحديث العظيم ليثبت يقينك فى هذه القاعدة : ما لا يكون بالله لا يكون , وأضف اليها القاعدة الاولى والاصل الاول : عليك البداية وعليه التمام :