[postbg=https://i.imgur.com/DcTM2Ng.jpg]
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
فكل ما وقع لنا و ما سيقع لنا فهو منا و إلينا فأفعالنا و أعمالنا هي من سلطت علينا سيف الزمان الضائع و العاقم و العاجز و وضعته على رقابنا فهل نعلن عن نهاية زماننا و إنتظار الآتي من الأزمنة ماذا ستلد و ماذا ستجد لنا من أنواع و أصناف الرجال إن شاء الله و إن بقي في العمر بقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإسناد الأمور إلى ممن هم غير أهلها و تحميل المسؤوليات لمن هم ليس أهلا لها أليس هذا ضياعا للأمانة ؟ فشريعتنا السمحاء و أحاديث نبينا العظيم محمد صلى الله عليه و سلم قد وصتنا و طالبتنا بأن نحافض على الأمانة لقوله سبحانه و تعالى (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها) ويقول نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم (اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك) و ضياع الامانة وخيانتها من علامات النفاق حيث قال صلوات الله عليه (اية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان) فالأمانة هي الإخلاص و التفاني و الصدق و الشفافية و الوضوح فكل من أسند أموره إلى من هو أهل لها فسيكون مصيره الريادة و التربع و كل من أسندها لغير أهلها فلينتظر الساعة فما دمنا قد أسندنا أمورنا إلى ممن هم غير أهلها فننتظر الساعة لأن أمورنا قد ولت و أسندت إلى ممن هم أشباه و أنصاف الرجال وإلى أناس يعملون تحت الطاولات و بالكواليس المؤدية للتعتيم و الغموض و لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية و مصالح المقربين منهم فلا غيرة على ثروات البلاد و لا إهتمام بالعباد إلا ما تقع عليهم أيديهم من خيرات و ثروات الأمة و تحويلها إلى سويسرا .
لابد من التأكيد على أن الفساد يمثل مشكلة كبيرة وعويصة تتأثر بها جميع البلدان ولكن بدرجات متفاوتة جدا وأن الأمر سيكون أكثر فعالية من حيث تكلفته وفائدته لو تركز الإهتمام على ردع الفساد والوقاية منه موازاة مع التركيز على كشفه والتحقيق فيه ومعاقبة مرتكبيه لهذا لابد من التنبيه على أن مكافحة الفساد والوقاية منه عملية هامة جدا تتطلب تضافر كافة الجهود المبذولة سواء من قبل القطاع الخاص أو العام أو الأجهزة الحكومية والسلطات التشريعية والمجتمع المدني للقيام بها و تعد منطقتنا من المناطق الأكثر فسادا حيث تعد رحما خصبا لولادة الفساد و الفاسدين حيث إزداد حجمه في معاملاتنا اليومية و تنامى في الدوائر و الإدارات لحد ما جعل منه إزعاجا و تهديدا لمستقبل الأمة كما أنه يعد أكبر عامل يحول دون محاربته في إيجاد كل الآفات المدمرة و الهدامة لمستقبل المجتمعات و أول هذه الآفات تردي الأحوال المعيشية للأمة و مستقبلها و جعلها متأخرة و متقهقرة و كل هذا بسبب غياب و ضعف و فساد رأس السلطات الأربعة المكونة للمنظومة الحاكمة و القائمة على أمورنا فإذا كان الرأس و القمة فاسدة فكيف سيكون باقي الجسد ؟؟ فكما يقولون السمكة تضيع و تفسد من رأسها فهذا ما ينطبق على من يسندون أمورهم إلى ممن هم غير أهل لها و لا ينطبق على من يسندون أمورهم لمن هم أهل لها لأن سمكتهم لا تضيع و لا تنحل إلى الأبد فإذا كان الرأس فيه الوضوح و الشفافية فسيكون باقي الأعضاء من الجسد واضحة و جلية للعموم فهذا هو العنوان الوحيد نحو التقدم و التطور و هذا ما ينقص سمكتنا لكي لا تضيع فالمطلوب إيجاد تشريعات جديدة من السلطة التشريعية ممثلة الأمة للقضاء على هذه الآفة و للحد من نفوذ المسؤولين الفاسدين و من حصانتهم و دفعهم للمحاكمات ليكونوا عبرة للآخرين و كفانا من تقديم أكباش الفداء للمحاكمات بدل المجرمين و المتهمين الحقيقيين المتمثلين في الكبار و إلا فسنبقى على حالنا هذه المزرية و المنحطة ننتظر إلى أن يأتينا قدرنا بالذي سينشلنا من هذا التردي و سينقدنا من هؤلاء الإنتهازيين الذين ينتهزون إنصرافنا بإبتعادنا عن الدور المنوط بنا ألا و هو معرفتنا بما يدور و ما يحاك قصد المراقبة و الترصد عن طريق المجالس العمومية المشرعة و التنفيذية المنفذه لما يسنه و ما يشرعه العمومي فكل ما يقع لنا فهو منا و إلينا فأفعالنا و أعمالنا هي من سلطت علينا سيف الزمان الضائع و العاقم و العاجز و وضعته على رقابنا فهل نعلن عن نهاية زماننا و إنتظار الآتي من الأزمنة ماذا ستلد و ماذا ستجد لنا من أنواع و أصناف الرجال إن شاء الله و إن بقي في العمر بقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و الســـــــــلام