[postbg=https://i.imgur.com/DcTM2Ng.jpg]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](( هل اصبحت اخلاقنــــا سيئـــة لهذا الحد ))تثير مناقشة أعضاء إحدى لجان مجلس النواب موضوع تدريس مادة يسمونها التربية الأخلاقية فى التعليم الأساسى أسئلة لم تعد تُطرح فى هذا العصر مثل من الذى يملك الحق فى تحديد ما إذا كان مجتمع ما يتمتع بأخلاق حسنة أو سيئة ومن الذى يحدد طبيعة الأخلاق ومرجعيتها وماذا عمن أنهوا مرحلة التعليم الأساسى وهل يحتاجون بدورهم إلى من يربيهم أو يعيد تربيتهم على ما يراه من وجهة نظره أخلاقاً حميدة
ولو أننا انسقنا إلى محاولة الإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها لدخلنا فى دائرة من العبث قد يتعذر الخروج منها لسبب بسيط هو أن المجتمعات الحديثة الآن لا تخلط بين المجال العام الذى تمارس المؤسسات المختلفة أدوارها فيه والحيز الخاص للإنسان الذى لا يجوز لأحد التدخل فيه
والأخلاق هى جزء أساسى من الحيز الخاص للإنسان دون أن يعنى ذلك أنها منبتة الصلة بالمجال العام ولكن صلتها بهذا المجال تتركز فى أنها تتشكل من خلال تفاعل مع الفرد ومع بنيته الاجتماعية - الاقتصادية - الثقافية وما تفرزه من قيم صالحة أو فاسد وهذه هى الحال فى أى مجتمع
ولذلك فإذا كان هناك من يرى أن أخلاق مجتمعنا سيئة عليه أن يبحث عن أسباب ذلك فى هذه المنظومة وأن يعمل من أجل إصلاحها وخاصة إذا كانت لديه سلطة الرقابة والتشريع
ويعلمنا تاريخ المجتمعات فى العصر الحديث أنه ليس ممكناً تغيير أخلاق مجتمع من خلال خطاب وعظى سواء فى المدارس أو دور العبادة أو غيرها ولا عبر إجراءات لتقييد حرية الفرد فى اختيار نمط الحياة التى تناسبه مادام أنه لا يضر غيره كما يفيدنا هذا التاريخ أن أخلاق المجتمعات تصبح أفضل كلما صلُحت المنظومة التى يعيشون فيها وأُتيح لهم أن يتفاعلوا معها ويتطوروا مع الإصلاحات التى تحدث فيها
وهكذا، ففضلاً عن عدم جدوى ما يُسمى تربية أخلاقية فمن حق كل فرد أن يحافظ على مجاله الخاص ويرفض أى تدخل فيه سواء كانت جماعات دينية تدعى أنها تدعو إلى الفضيلة أو من يشبهونها ولكن مصالحهم تدفعهم لأن يكونوا ضدها فى خطابهم وليس فى سلوكهم
(( وعجبييييييييييييييييييييييييييييييييي ))
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]