عبثاً يحاولون ألا تشرق الشمس
يا أيها الظلام ، فجــــر الحرية سيشرِق ؛ ليشرَق به كل أعداء النـــور .
هاهم الأبطال ينسجون خيوط الفجر ،
تسيل دماؤهم فتنبت أزاهير الحياة ،
تــرحل أرواحهم إلى السماء صعودا ، ليبني المجد قصوره ،
تمشي جنائزهم ، في إحتفالات عرس تفوح منها روائح المسك ،
يرتقون ، وإبتسامات ترتسم على الوجوه فقــد زُفت لهم البشارات :
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
وآخرون لم يقضوا نحبهم بعــد ،
يرابطون على الثغور ،
يحملون الأرواح على الأكف ،
يقدمونها مهرا ، ولا يبالون ،
على أي كان المضجع ، إن هو إلا لله ،
مسامراتهم ، حكايات الشهادة ،
وكيف تكون المنية ، بقنبلة تفتت الأوصال وتمزق الجسد إربا ،
أو برصاصة تخترق الصدر لتستقــر في القلب ،
لعبهم ، بالسيوف يقطعون رؤوسا إستطالت في غيها ،
وحـــان قطافها ،
أحـــلامهم ، حور عين ، طيور تمرح في الجنة حيث شاءت ،
أو نصر يطلق الحرية من سجونها ، ويعيــد حياة العز والكرامة .
فجهــز أيها الظلام تابوت الرحيــل ،
فالصبح موعــد ،
والموعــد إقترب .
*وعبثا يحاولون ألا تشرق الشمس ،
وألا يــرحل الظلام ،
فأنى لهم ،
سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ،
يجلو ظلام الليل بزوغ الفجــر .