عمارة العفاريت بالإسكندرية
"بسم الله الرحمن الرحيم هما اللى ساكنين فى العمارة ومانعيين حد يدخلها من ساعة ما اتبنت".
تلك هى الكلمات التى قالها أحد المارة عندما حاول "كايرودار" تصوير العمارة الشهيرة بشارع رشدى من الخارج، وبدأ حوار سريع عن صحة ما يتم تداوله منذ عشرات السنين حول وجود أشباح تسكن بالمنزل، وأضاف قائلا: "إسكندرية كلها عارفة أنها مسكونة بالعفاريت ومحدش يقدر يدخلها واللى أتجرأ زمان ودخلها مات على طول".
هذه الكلمات والشائعات والأساطير المخيفة المثيرة للتساؤلات التى يرددها الكثير من أهالى عروس البحر عن تلك العمارة بشارع رشدى بالإسكندرية والمشهورة باسم عمارة العفاريت.
وتقع العمارة فى موقع متميز بشارع "أبو قير" الرئيسى بمنطقة رشدى؛ الذى يعتبر من أرقى المناطق بالإسكندرية، مكون من خمسة أدوار وجراج بالشارع الجانبى، وتم بناء المنزل عام 1961 بترخيص رقم 1566 والذى ينص على إنشاء طابق أرضى وعشرة طوابق علوية، إلا أنه تم تعديل هذا الترخيص بالقرار رقم 344 لسنة 1987 لإنشاء فندق سياحى به مركز تجارى وسوبر ماركت وكافتيريا ومكتب سياحى ومطعم ومركز مؤتمرات وقاعة أفراح.
ويردد الشارع السكندرى عدة أساطير عن سبب لعنة المنزل ومنها: "إن العمارة بنيت على مصحف ملك أحد العمال الذين شاركوا فى بناء المنزل"، والبعض الآخر يقول: "إن صاحبها كان يرغب فى شراء أرض ويقوم ببناء مسجد بالدور الأرضى للمنزل ولكن لم يستطع ماديا، وعندما منحه الله المال الكافى لذلك طمع فى هذا الدور وامتنع عن بنائه فحلت اللعنة والغضب عليه".
والبعض الآخر يقول: "إن للعمارة لها عدة شركاء وبعضهم نصبوا على شريك لهم فقام بعمل "عمل" عند أحد المشعوذين أثناء بناء الأرض لمنع بيع أى شقة من الشقق أو المحال التجارية بالمنزل"، وقول آخر: "إن أرض العمارة كانت مدافن مجهول أصحابها" ويقال: "إن المدفونين بها ماتوا فى حوداث قتل غامضة وأرواحهم معذبة تؤذى كل من يسكن العمارة"، وأخيرا: "إن المنزل لديه مشاكل فى الميراث ومالك المنزل أطلق تلك الإشاعات لمنع بيعه أو طمع أحدهم فيه".
ويقول حسن عبدالحميد عامل البنزينة، المقابلة للعمارة: "إن العمارة يسودها ظلام دامس يصعب أن ترى ما بداخلها حتى فى وضح النهار وهذا يؤكد وجود شىء مريب بها"، ويؤكد وجود أشباح بها لا تسمح بأن يسكنها بشر، وأن كل من حاول ذلك وجد نفسه فى وسط الشارع الرئيسى بجانب أثاثه محطما.
وأضاف عبدالحميد، أن هناك قصصا وحكايات كثيرة يتداولها الناس حول كل من حاولوا السكن بالمنزل ومنهم عروسين فى أول يوم لزواجهما وجدا دماء فى دورة المياه، وشاهدا قطة سوداء تقف على السرير، وبمجرد أن دخلا الشقة اشتعلت النيران فى الحوائط، وعندما حاولا الاستغاثة وجدا سيدة دون رأس فى الصالة، بينما الباب تحول عن مكانه الأساسى، فأغمى عليهما ووجدا بعدها نفسيهما فى الشارع وسط المارة وأثاثهما محطم بجانبهما.
أشار إلى أن آخر من سكن بالمنزل أحد الشيوخ الذى تحدى الجميع ليؤكد أنه لا يوجد أشباح بالمنزل، وظل أسبوعا كاملا يقرأ القرآن وفى اليوم الثامن وجد نفسه فى الشارع وأثاثه محطم، وتم غلق باب العمارة بالطوب الأحمر لمنع صعود أحد إلى المنزل مرة أخرى.
وعلى الرغم من هذه الأقاويل والأساطير المخيفة التى يتداولها الكثيرون، إلا أن الجراج الخاص بالعمارة يعمل منذ زمن طويل ويسكنه السايس وأسرته وأولاده، كما أن هذه القصص لم تؤثر فى نفوس عدد من الشباب الذين تحدوا هذه الشائعات وقاموا بتنظيم فعالية منذ عام، للتجمع أمام العمارة ومحاولة الدخول إليها وقضاء ليلة كاملة لإثبات أن هذه الأقاويل خرافات وليس أكثر.
تحدثنا مع أحمد عادل، أحد الشباب المنظمين لهذه الفعالية والذين دخلوا العمارة فقال: "إنه بعد تدشين الحملة للصعود إلى العمارة والتى لاقت إقبالا شديدا، ودخل العشرات من الشباب إلى العمارة وتسلقوا إليها من الدور الأول بعدما رفض السايس السماح لهم وظلوا فيها حتى منتصف الليل، وكانت المفاجأه أن جميع الشقق كانت تحت التشطيب ولم يظهر عليها أى علامات تشير إلى أن أحدا سكنها من قبل".
كما تحدثنا مع عمرو عطية، سايس جراج العمارة، الذى يبدو غامضا ومتحفظا فى الحديث بشكل كبير وقال لـ"كايرو دار": "إن العمارة لا يوجد بها أية أشباح وإنه هو ووالده وأسرته يسكنون فى حجرة فى جراج العمارة منذ عام 1995، ولم يشاهدوا أى مظاهر مخيفة، على الرغم من إشاعة الكثير من الأقاويل عنها لكنها ليس لها أساس من الصحة".
وأضاف أن صاحب العمارة موجود ويأخذ إيجارات الجراج منهم شهريا ولكنه لا يرغب فى تسكين المنزل ليس أكثر وله أسبابه الخاصة - على حد قوله، ورفض السايس الإدلاء بأية معلومات عن صاحب العمارة.
كما نفى جميع الشائعات والأقاويل التى تطلق على عمارة العفاريت برشدى، التى تثير خوف المارة، فيما أكد الكثيرون أن خلافات حول الميراث بين شركاء العمارة هو السبب وراء عدم تسكينها وإطلاق أحدهم هذه الشائعات حتى لا يسكنها أحد لتبقى هذه الشائعات التى أصبحت تسلية لراكبى الميكروباصات أثناء ازدحام شارع "أبو قير" وقت الذروة بمجرد مرورهم بجانبها.
منقول عن مصدر كايرو دار
اناباقول ان ابو كريم وهو الصحفي الرسمي ان يتأكد لتلك القصة بنفسه