مع كل الاحترام لمن الحساب

لا أدرى على أى أساس أهملت الحكومات المصرية طوال عشرات السنين مناطق مثل الساحل الشمالى وسيناء والبحيرات والشواطئ والواحات وبحيرة ناصر وكيف تركنا كل هذه الثروات بلا اهتمام أو رعاية
كيف تحول الساحل الشمالى إلى منتجعات صيفية يزورها الناس شهورا قليلة طوال العام وأين مساحات الأراضى التى كانت يوما مصدرا للغلال وكيف تركنا سيناء نصف قرن من الزمان بلا تنمية أو رعاية
إن المشروعات التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الأيام الأخيرة تفتح أمامنا ملفات كثيرة لمدى الإهمال الذى لحق بالمصريين فى كل شىء
من أهمل سيناء أقام منتجعا جميلا اسمه شرم الشيخ على مساحة ضئيلة وكان من الممكن فى ثلاثين عاما أن تكون سيناء كلها شرم الشيخ
ومن أقام منتجعات الساحل الشمالى كان من الممكن أن يقيم خلفها عشرات بل مئات المشروعات ومن أهمل الشواطئ كان من الممكن أن يكتشف فيها الغاز منذ عشرات السنين
ومن ترك بحيرة ناصر للتماسيح تأكل الأسماك كان من الممكن أن تكون مشروعا سياحيا واقتصاديا فريدا وأن تقام حولها عشرات المنتجعات والفنادق
ومن ترك الواحات كان من الممكن أن يشاهد فيها عشرات من مصانع تجفيف البلح وتصديره وإنتاج العسل والنباتات الطبية واستثمار الطبيعة فى السياحة والرحلات الصحراوية
كان من الممكن أن يكون فى سيناء الآن ثلاثة ملايين مواطن يقيمون ويعملون وينتجون وأن يكون فى الساحل الشمالى من الأسكندرية حتى مطروح مثل هذا العدد وأن يكون فى أسوان مليون مواطن وفى الواحات مليون أخرى
كان من الممكن أن تتسع هذه المناطق لأكثر من عشرة ملايين مصرى يعيشون هناك بدلا من هذا التكدس الوبائى الذى نعيش فيه
إن مشكلة مصر أننا عشنا على حكومات بلا خيال وبلا فكر وبلا رؤى ولهذا جلس الجميع فى مكاتبهم فى القاهرة ما بين تصريحات ساذجة وشاشات مضللة  رحلات الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة إلى سيناء والساحل الشمالى والصعيد ومطروح والمدن الجديدة نظرة شاملة للواقع المصرى فيها الكثير من الخيال والحلم والمستقبل  نحاسب من على هذا العمر الضائع