عادت المحاكمات وعاد معها من يهتفون لمبارك
بدايةً نحن المصريين ، تغلب علي الحالة العاطفية والطيبة ، وتلك (ميزة وعيب) ..ـ
الميزة : لأن الراحمون يرحمهم الرحمن ، وإن الله - سبحانه وتعالى - طيب لا يقبل إلا طيباً
أما العيب : فقد تشاهد (فيلماً سينيمائياً) يبكيك ، بل وقد يغير مشاعرك تجاه قضية معيّنة
وقد تكون كلمة خرجت من (وراء قلب) أحدهم ، محكوم عليها بالفشل ، فما أن تصادف قلباً مصرياً نقياً .. فتكتب لها الحياة والعيش من جديد !
وقد يبيع ذلك المسكين حياته من أجل تلك الكلمة ،
وخير شاهد ..
رأينا الإنقسام الذي حدث خلال الثورة ، فـ أكثر الناس كانوا مؤيدين لمطلب التنحي ،
فخرج علينا الرئيس السابق وقال كلمته الفاتنة "ولدت في مصر وسأموت فيها والتاريخ سيشهد مالي وما علي" ..
وما هي إلا دقائق حتى خرجت أعداد كبيرة ودموعها ملء الأعين،
وأصوات الآلاف تطالب ببقائه وتحقيق مطلبه وهو البقاء إلى نهاية فترة الولاية الحالية ...
صحح مسارك .. يا من تريد العفو عن مبارك !!
كان لهذا الرجل حسنات ، ولكنها ضاعت في جبال إساءته !
إساءته ؟!
نعم
ففي الفترة الأخيرة تجلّى لنا وقد تمادى في غيّه ، وانهمك في غوايته ، وأوضَع في جهله
كان يسوقنا لطريقٍ لا نريده .. وكأننا عبيده !
فتح على رعيّته أبواب الظلم !
سار فينا بالجور .. ولم يضع حداً للفجور !
أضرم في البلاد بسوء سيرته وأبنه ناراً !
أمات سنن العدل .. إلا قليلا !
ظن بعض ضعاف الدين والشخصية أنه إله من دون الله .. معاذ الله
هل جرؤ أحدكم أن ( يقترف ) حلماً .. ويرى فيه أن الرئيس سيصل به الحال إلى ما ترون !!!!
لا تقل نعم .. لا تقل نعم .. ! فهو
سيادة الرئيس / محمد حسني مبارك ! ولا فخر
وكما قال شاعر رواء :
عُقُودُ الظُّلْمِ لَيْسَ لَهَا دَوَامُ = وَنُورُ الْحَقِّ لَيْسَ لَهُ انْصِرَامُ
إِذَا طَالَ الْمَنَامُ وَعَمَّ ظُلْمٌ = بِمِصْرَ فَسَوْفَ يَنْتَبِهُ النِّيَامُ
وَإِنْ كَانَ النِّظَامُ بِلاَ احْتِرَامٍ = فَيَسْقُطُ مَا يُثَبِّتُهُ النِّظَامُ
لِصَحْوَةِ مِصْرَ تَنْتَفِضُ الْبَرَايَا = وَتَصْحُو مِثْلَ صَحْوَتِهَا الأَنَامُ
لَقَدْ عِشْنَا - وَمَا عِشْنَا - عُقُودًا = فَلَيْسَ يُرَى بِهَا إِلاَّ الظَّلاَمُ
أما سمعتم عن تلك القصيدة التي كُتِبتْ في عصره .. ( يحيى الرئيس إلى الأبد .. يحيى هو الفرد الصمد ) عياذاً بالله ، لنا على تلك القصيدة تحفّظات جمّة ، فقد امتزجت حروفها بماء الكفر ،ولعل كلتبها معذورٌ بجهله للحكم
ولكن الشاهد .. كيف يصل عقلٌ لأن يكتب تلك الكلمات ،، لا تستغرب !
فذلك الكبر والصلف التي بدى مرات ومرات ، يذهب بالعقل لأبعد من تلك الكلمات ، وهذه ليس عذراً لكاتب القصيدة ، إذ أنه لابد من ضبط اللسان بضابط الشرع !
صحح مسارك .. يا من تريد العفو عن مبارك !!
لن أذكر لكـَ ( إخوانكـَ الشهداء -عليهم رحمات الله وصلواته ) لن أذكر شيئ ،
وهذا أمرٌ أشد فتقاً من غيره وأعظم جرحاً
صدّقني لن أذكر شيئ ! حاولت أن أسرد هنا بعضاً من طوامّه ، ولكن الحيرة تملكتني ،
بماذا ابدأ ، وبماذا أتوسط ، وبماذا أختم المهازل والمخازي .. نعم ، لن أذكر شيئ !
ابحث أنت ونقب عن تلك الفوادح الجلّية ، والمقابح المسموعة والمرئية !
وتلك فقط مفاتيح للبحث
( توشكى-مجلس شعب وشورى-مليارات-جدار عازل-القضية الفلسطينية-غاز-أمن دولة-حزب وطني-فساد-احتكار-احتقار-تعيين الشباب-رواتب-توريث-انتخابات رئاسة-قتل متظاهرين-اراضي دولة-تكيّه ) ـ
ثم ( صمت ورضى بالظلم ) وهذه تلصق به ما لم يقترفه بيده ، ليصبح مجموع ما بين القوسين فى رقبته ،
والله لَواحدةٌ تكفى ، وما خفي كان أعظم
صحح مسارك .. يا من تريد العفو عن مبارك !!
والآن جئنا للأهم ..
قبل إكمال الموضوع يمكنك أن تظلل النص السابق ومن ثم إختر
Delete
فكل ما قرأته منذ لحظات كان محضُ اجتهادٍ من أخيكم
فلعلي متحامل أو منحاز ، أو لعلي مضلل أقول ما لا أعقل
فالقادم يكفي ويشفي !
ويزين الكلام ويضفي
فهو كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم
فـ عن عائشةَ رضي اللّه عنها أنّ قُرَيْشاً أَهَمِّهم شأنُ المرأةِ المَخْزُوميّةِ التي سَرَقَتْ، فقالوا:
"مَن يُكَلِّم فيها رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم ؟". فقالوا: "مَن يَجْتَرِئُ عليه إلا أُسامةُ ابْنُ زَيْدٍ حِبُّ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم ؟.
فَكلَّمَه أسامةُ، فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : "أتَشْفَعُ في حَدٍّ من حُدُود اللّه تعالى؟ ".
ثم قام، فاخْتَطَبَ، ثم قال : "إِنَّما أَهْلَكَ الذين مِنْ قَبْلِكم أَنَّهم كانوا إِذا سَرَقَ فيهم الشَّرِيفُ تَرَكُوه،
وإِذا سَرَقَ فيهم الضَّعِيفُ أقاموا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فاطمةَ بِنْتَ محمدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها". (متفق عليه)
عباد الله .. أتشفعون في حد من حدود الله ؟؟!!
تقولون يعيد الأموال ..؟؟!!
وهل خرجتم من أجل أموال !!!
وهل فقدتم من المظاهرات أموال ..؟؟!!
أجبني ،، هل فقد في المظاهرات أموال ..؟!!!!!!!!
كلا والله ما فقدنا أموال ، بل أمــــــــــوات !
إذاً ليعيد الأموال والأموات !
لا إله إلا الله ، ولا يقدر على ذلك إلا الله
يا أخي من أنت لتتكلم باسم (الشهيد) اللذي قتل ، واحترق قلب أمه عليه شوقاً وحزناً ،
ولو أن ( أخوك ) الذي قتل في تلك التظاهرات ، لفكرت مائة مرة بعد الألف قبل أن تطلب العفو !
ديننا يأمرنا بالصفح .. نعم
بالعفو .. نعم
والتجاوز .. نعم
والتغافل .. نعم
والتغاضي .. نعم
ولكن هذا يكون في حقك ،، اعف عن ما يخصك أنت ..
واحذروا .. من الهلاك
تذكروا معي قول النبي - صلى الله عليه وسلّم ..
"إنما أهلك الذين من قبلكم" ماذا ..؟؟
ما الذي أهلكهم يا رسول الله ..؟؟
"كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"
هلكوا !
يا عبد الله ..
إن الأحداث التي مرّت أمام عينيك خلال الأيام القليلة الماضية ، ما هي إلا تجليات لقدرة الله ،
أراد سبحانه أن يهلك رجل ظن الناس للحظات أنه لا يقدر عليه أحد ،، وأراد أن يثبت وتعالى جلّ شأنه ولا يحتاج لذلك ،
ولكن الله أراد أن يبين للناس أنه هو " الملك " وحده سبحانه وتعالى ،
وأنه وحده سبحانه وتعالى القاهر فوق عباده ..
وفي الختام ، أختم الكلام ، بقول الملك العلّام :
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
آل عمران
26
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]