[postbg=https://i.imgur.com/DcTM2Ng.jpg]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(( مصر حاضنة لكل شعوب العالم )) طوال تاريخها العريق كانت مصر دائما بوتقة ونقطة جذب لكل أبناء الشعوب المحيطة بها يأتون إليها فيبهرهم تسامحها واحتفاؤها بالحياة فيقيمون فيها وتصهرهم ليصبحوا جزءا من نسيجها المتنوع تؤثر فيهم ويؤثرون فيها ومن ثم لم يأت وصف «أم الدنيا» الذي أطلقوه علي مصر من فراغ.
الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مسئولية الحكم وهو متنبه إلي هذه الميزة التي تميزت بها مصر عبر آلاف السنين ومن هذا المنطلق كانت دعوته لإطلاق مبادرة «العودة للجذور» التي دشنتها مصر بمدينة الإسكندرية والتي تستهدف الاحتفاء بالجاليات الأجنبية من اليونان وقبرص، التي عاشت عشرات السنين في تلك المدينة العريقة.
وكانت لافتة جدا اشارة الرئيس السيسي في كلمته خلال افتتاح المبادرة أمس الأول بالإسكندرية إلي أنه لا يجب استخدام مصطلح «جاليات» ويفضل عليه مصطلح المواطنة حيث إن مصر كانت ولاتزال تنظر إلي كل قادم إليها ليقيم بها بحسبانه مواطنا وليس أجنبيا غريبا.
مبادرة الرئيس لإحياء الجذور ليست مجرد لحظة عاطفية رومانسية ما تلبث أن تنقضي خلال أيام بل هي برنامج مدروس بكل عناية بهدف استمرار التواصل بين الشعب المصري وبقية شعوب المتوسط التي يجمع بينها هذا البحر العريق ومعروف للكافة أن أمن دول المتوسط هو أمن مشترك وأن الاستقرار في هذه الدول سينعكس علي الجميع ويستفيد منه الجميع.
ولاشك في أن المتخصصين في العلاقات الدولية يعرفون أن التعاون الاقليمي بين الدول المتشاركة في بحر واحد أو نهر واحد أو موقع جغرافي واحد أصبح ضرورة حياة أو موت فالعالم كله ينحو الآن هذا المنحي في كل القارات ومصر لما تمتلكه من تراث مبهر في البحر المتوسط هي التي يجب أن تقود هذا التوجه نحو التعاون المتوسطي خاصة أنها سبق أن احتضنت مئات الآلاف من شعبي البلدين اليونان وقبرص علي أرضها.
يضاف إلي ذلك أن لحكاية عودة الجذور هذه جانبا آخر هو التعاون الاقتصادي ولا يخفي علي أحد أن البحر المتوسط زاخر بثروات طبيعية لا حدود لها يمكن للجميع فيما لو تعاونوا بينهم الاستفادة منها وهنا فإن الحديث لا يقتصر علي الغاز أو مصادر الطاقة الأخري بل يمكن الحديث عن التعاون في مجال المواني والصيد والتجارة البينية وتبادل الاستثمارات والسياحة وغيرها.
وهكذا فإن التقريب بين الشعب المصري وبقية شعوب المتوسط ليس مجرد تقارب روحي وثقافي فحسب بل سيمتد التعاون إلي كل مجالات الحياة وقد لخص الرئيس السيسي هذا المعني عندما قال إن الهجرات اليونانية والقبرصية أسهمت في إثراء تعددية المجتمع المصري واحداث نهضة تجارية وثقافية وفنية وفي الصناعة وبناء السفن والسياحة والإرشاد في قناة السويس فأهلا بالتعاون بين الشعوب إذا كان الهدف منه الاحتفاء بالحياة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]